البطالة تحاصر ثلث الشباب العربي

كشف تقرير جديد صادر عن منظمة العمل العربية، عن تفاقم معدلات البطالة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بفعل عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على إثر الثورات والاحتجاجات في المنطقة، حيث ارتفع عدد العاطلين عن العمل من حدود 17 مليونا قبل 2011 إلى نحو 20 مليوناً في 2013، وهو ما يجعل معدل البطالة الإجمالي 17% مقابل 14.5% قبل 2011.


وقال التقرير الذي أطلقته المنظمة، خلال مؤتمر أمس الأحد في القاهرة، إن الثورات العربية الأخيرة أبرزت ضرورة وجود تشريعات جديدة وبرامج تتناسب مع ما يتطلع إليه الشباب، حيث وصلت نسبة البطالة بين الشباب نحو 28%.


وأشار إلى أن معدلات البطالة تفاقمت بشكل حاد في الدول التي شهدت التحولات الأخيرة، حيث ارتفعت في تونس من 13% عام 2010 إلى 18.9% عام 2012، وارتفعت في مصر من 8.9% قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011، إلى 13% سنة 2012، كما ارتفعت في ليبيا من 19.5% عام 2010 إلى 30% في أواخر 2011، وارتفعت في سورية من 14.9% قبل ثورة مارس/آذار إلى 25% في 2013.


وعزا التقرير تفاقم البطالة في المرحلة الانتقالية التي تمر بها تونس ومصر وليبيا واليمن، إلى عدم الاستقرار السياسي والأمني وتعدد الإضرابات والاعتصامات والزيادات غير المدروسة في الأجور، مما أثر سلباً على الاقتصاد وأدى إلى تراجع الاستثمار وعجز الموازنات وتخفيض التصنيف الائتماني السيادي.


وأكد التقرير ضرورة توفير نحو 50 مليون فرصة عمل خلال فترة العقد العربي للتشغيل حتى عام 2020، وذلك لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل، وضرورة العمل على تحقيق الاستفادة الكاملة من الهبّة السكانية التي يتمتع بها الوطن العربي، وذلك عند وضع خطط التنمية بما في ذلك بزيادة نسبة المشاركة في النشاط الاقتصادي وتوسيع الطاقة الاستيعابية لسوق العمل في القطاع الخاص، مع مراجعة مخرجات التعليم لتتماشى مع احتياجات القطاع الخاص. ويشير التقرير إلى تمركز البطالة في الدول العربية بين فئة الشباب بشكل عام، والخريجين بشكل خاص، أي أن معدل البطالة يتناسب طردياً مع مستوى التعليم، وعكسياً مع السن، كما تُظهر الدراسات نقص الكفاءات والمهارات اللازمة لسوق العمل، فيما تختلف الأسباب من دولة عربية لأخرى.